• 5 جمادى الآخرة 1446 هـ
  • 8:08 ص
  • التوقيت المحلي (الرياض)

أقوى اتجاهات تطوير الويب والبرمجة في 2021 ‎

أقوى اتجاهات تطوير الويب والبرمجة في 2021 ‎
  • الأربعاء 29 جمادى الأولى 1442 هـ
  • 0

تظهر كل عام ابتكارات وأفكار ومبادرات جديدة في مجال تطوير الويب؛ من الذكاء الاصطناعي إلى تعلم الآلة والبلوكشين وغيرها من التقنيات. نستعرض في هذه المقالة 12 من أهم اتجاهات تطوير الويب في 2020، هذا المقال يهم كلًا من المطوّرين الذين يريدون مواكبة مستجدات تطوير الويب، وكذلك أصحاب المشاريع الذين يريدون الاستفادة من تلك التطوّرات لتحسين تجربة المستخدم ورفع معدلات التحويل.

1. تعلم الآلة
تعلّم الآلة (Machine learning) هو فرع من الذكاء الاصطناعي يُعنى بإعطاء البرامج والآلات القدرة على التعلّم من البيانات والمعطيات، وتعميمها لاتخاذ القرارات أو تحسين العمل. تعلم الآلة موجود في كل مكان في الإنترنت، وهو يوجّه كثيرًا من قراراتك دون أن تشعر به حتى. فهو يحلّل سلوكيات زوار المواقع، وبناءً على ذلك يخصّص المحتوى الموجّه إليهم.

يسمح تعلم الآلة للحاسوب بتفسير المعلومات واتخاذ قرارات مستنيرة على ضوئها. وقد أصبح يُستخدم على نطاق واسع في تطبيقات الويب في مختلف القطاعات، مثل المالية، والصحة، والتعليم، والترفيه، والتجارة الرقمية وغير ذلك.

تعلم الآلة

في أمازون مثلًا، تحلّل برامج تعلّم الآلة تاريخ مشترياتك، وبناء على ذلك تقترح عليك المنتجات التي ترى أنّها تهمّك، ليس هذا وحسب، بل تعدّل الأسعار كذلك بحسب مدى احتياج العميل، ومخزون السلعة وغير ذلك. الشيء نفسه في نتفليكس مثلًا، التي تحلّل تاريخ المشاهدات، وبناءً على ذلك تقترح عليك الفيديوهات والأفلام التي قد تهمّك.

المشاريع والمنصات التي تعرف كيف تستغلّ إمكانيات تعلّم الآلة ستكون لها قدرة تنافسية أكبر. وهو ما أثبتته منصة تيك توك الاجتماعية، والتي تمكّنت في وقت قياسي من إزاحة منصّات الفيديو الأخرى، مثل انستغرام، وجزء كبير من ذلك يعود إلى استخدامها المكثّف لتعلّم الآلة بشكل يتجاوز كل المنصّات الأخرى. إذ أنّ لديها قدرة كبيرة للغاية على تحليل سلوك المستخدمين واقتراح الفيديوهات التي تناسبهم.

سواء كنت مطوّرًا أو صاحب مشروع، فينبغي أن تعرف أهمّية تعلّم الآلة وتقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى. إذ أنّها أداة قويّة لتخصيص تجربة المستخدم، وتوصية المحتوى، وسَتساعدك على تحقيق أهدافك التسويقية.

2. توليد المحتوى
إنشاء محتوى ذي جودة عالية عمليّة مكلّفة وتأخذ وقتًا. مقال واحد جيد مؤلّف من 1000 كلمة قد يكلّفك 10 دولارات أو أكثر. لهذا أصبح الكثير من أصحاب المدونات والمشاريع يستغلّون قوة الذكاء الاصطناعي لتوليد المحتويات تلقائيًا.

من أشهر أمثلة استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد المحتوى منصّةُ Toutiao الإخبارية الصينية، التي تجمع المحتويات من شبكة الإنترنت وتحلّلها، ثمّ تولّد منها محتوى إخباريًا. وقد كانت أوّل تجربة لها أثناء الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو في البرازيل، حيث أنتَج روبوت Toutiao أكثر من 450 قصّة، بطول يتراوح بين 500 و1000 كلمة لتلخيص مجريات وأحداث الألعاب الأولمبية. المثير للاهتمام أنّ تلك الأخبار كانت تخرج بعد دقيقة واحدة من الحدث. وهو أمر يستحيل على الإنسان.

روبوتات توليد المحتوى أصبحت تتطوّر بسرعة، وأصبحت تضاهي المحتويات التي يكتبها الإنسان، بل قد تتفوّق عليها أحيانًا. وستكون بلا شك إحدى العناصر الأساسية التي ستقود اتجاهات تطوير الويب في 2020.

3. روبوتات الدردشة
روبوتات الددشة

تُنشأ روبوتات الدردشة (Chatbots) باستخدام تقنيات تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي. ويُتوقّع أن يزداد استخدامها في تطبيقات الويب في عام 2020 وما بعده. من الصعب خدمة العملاء الذين لا يعرفون لغتك الأم دون الاستعانة بموظفين. وحتى لو وظّفت أشخاصًا لتقديم الدعم للعملاء، فلن يكونوا متوافرين على مدار الساعة وطيلة أيّام الأسبوع.

هنا يأتي دور روبوتات الدردشة، فهي تساعدك على تحسين تجربة العملاء وتقديم الدعم إليهم. إذ يمكن برمجتها لتجيب عن أسئلة العملاء، وتقدّم النصح والدعم إليهم في أيّ وقت، وبعدة لغات. مع تطوّر تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبحت روبوتات الدردشة قادرة على أداء مجموعة متنوعة من الأدوار، بما في ذلك تقديم الدعم، أو المساعدة على إتمام عملية الشراء، أو استكشاف الأخطاء في الموقع، أو تحديد موعد مع شخص من الشركة.

4. التصفّح بالصوت
التعرف على الأصوات هو أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وقد أصبحت كل الهواتف الذكية تقريبًا مجهّزة بمساعد صوتي، مثل مساعد Google في هواتف Android، و Siri في iPhone. والتي أصبحت تدعم العربية مؤخرًا.

على مطوّري الويب أن يدمجوا تقنيات التعرّف على الصوت في مواقعهم، فذلك سيُساعدهم على تحسين قابلية الوصول(accessibility)، لأنّ بعض الناس غير قادرين على استخدام الفأرة ولوحة المفاتيح لأسباب صحّية. أو لأنّهم يقودون السيارة. كما سيحسّن تجربة المستخدم، وهذا سينعكس إيجابًا على الموقع من ناحية السيو ورضا العملاء.

5. تكنولوجيا WebAssembly
تكنولوجيا WebAssembly واتجاهات تطوير الويب

تطوير الويب لم يعد ينحصر في تطوير المواقع والتطبيقات وحسب، بل أصبح يشمل كذلك تطوير ألعابٍ تعمل على المتصفّح، والتي أصبحت لها شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة. يصعب تطوير المشاريع التي تنطوي على عمليات حسابية مكثّفة -مثل ألعاب الفيديو وأدوات تحرير الفيديو- باستخدام JavaScript. والسبب في ذلك أنّ JavaScript بطيئة موازنة مع لغات مثل C أو ‏C‎‎++‎‏‏‎‎‎‎‏. لهذا فقد كانت الألعاب تتوفّر غالبًا على شكل تطبيقات سطح المكتب وحسب، بيْد أنّ هذا قد يتغيّر في سنة 2020، والسبب في ذلك هي تكنولوجيا WebAssembly.

تسعى WebAssembly إلى تصريف الشيفرات المكتوبة بلغات مثل ++C‏‏‏ و Rust مباشرة في المتصفّح. لهذا فهي سريعة جدًا. من المهمّ أن تتذكّر أنّ WebAssembly لا تستعيض عن JavaScript، وإنّما تعمل معها بالتوازي. إذ تسمح باستخدام لغات برمجة منخفضة المستوى، مثل ++C في تطبيقات الويب، وهذا يمنح المطوّرين القدرة على تطوير تطبيقات ويب سريعة، وهو أمر لا تتيحه التكنولوجيا الحالية.

ما تزال هذه التكنولوجيا في بدايتها، ويُتوقّع أن تساهم في تشكيل اتجاهات تطوير الويب في 2020، خصوصًا بعد أن قامت كل المتصفّحات الكبيرة بدعمها، مثل كروم وفيرفكس ومتصفح أندرويد الافتراضي وغيرها. إضافة إلى إعلان عملاق التكنولوجيا مايكروسوفت عن دعم هذه التكنولوجيا. لذلك إن كنت مطوّرًا، أو كنت تريد تطوير لعبة أو تطبيق يحتاج إلى عمليات حسابية مكثّفة على المتصفّح، فعليك أن تفكّر جدّيًا في استغلال هذه التكنولوجيا الثورية.

6. إنترنت الأشياء
شبكة الإنترنت لها تأثير كبير على جميع مجالات الحياة. وأصبحت كل الخدمات والأعمال تعتمد عليها بطريقة أو بأخرى. يوضح الرسم البياني التالي تزايد عدد الأجهزة الموصولة بشبكة الإنترنت.

المصدر

بحسب الرسم البياني أعلاه، سيتم توصيل حوالي 31 مليار جهاز بالإنترنت في 2020، ويُتوقّع أن يصل هذا العدد إلى أكثر من 75 مليار في عام 2025، وهذا سيكون له تأثير كبير على اتجاهات تطوير الويب في السنوات القادمة.

7. تطبيقات الويب التقدمية
تطبيقات الويب التقدمية (Progressive Web applications)، المعروفة أيضًا باسم PWAs، هي مواقع تعمل بطريقة مشابهة لتطبيقات الهاتف. إذ يمكن تحميل هذه المواقع حتى في حالة عدم الاتصال بشبكة الإنترنت، وتتيح للمستخدمين إمكانية القيام بالعديد من الأمور، مثل التحقق من الرسائل السابقة، وحتى الرد عليها. وعند تجدّد اتصال الهاتف بالشبكة، تُزامن الصفحة تلقائيا، وتُرسل تلك الرسائل في الخلفية.

هذا الخيار قد يكون ممتازًا لبعض أنواع المشاريع، مثلًا، إن كنت تعمل على تطوير متجر إلكتروني، فيمكن أن تستخدم تكنولوجيا تطبيقات الويب التقدّمية للسماح بالزوار بمطالعة المنتجات، وتخصيص الطلبيات، وملء بطاقات الشراء حتى في حال انقطاع شبكة الإنترنت، كما يفعل موقع “أنا“، الذي يسمح بإنشاء القوائم والمهام وإضافة الملاحظات وتخصيص الألواح دون الحاجة للاتصال بشبكة الانترنت، وعند عودته يُزامن كل شئ مع حسابك من جديد.

8. التطبيقات أحادية الصفحة
تعمل التطبيقات أحادية الصفحة (single-page application) داخل المتصفّح، ولا تحتاج إلى إعادة تحميل الصفحة أثناء الاستخدام. وقد أصبحت شائعة الاستخدام في السنوات الأخيرة، وأصبحت الكثير من الخدمات تستعملها، مثل خرائط جوجل وفيسبوك وجيت هاب. تعدّ التطبيقات أحادية الصفحة خيارًا مناسبًا لإنشاء مواقع سريعة ومتجاوبة تدعم تطبيقات الهواتف والأجهزة اللوحية وأجهزة سطح المكتب. ومن المتوقع أن يزداد عدد مطوري الويب الذين يستعملونها في 2020.

9. البساطة في التصميم
صحيح أنّه من المهم لفت انتباه زوّار الموقع بالصور عالية الجودة، والتصميم الجذاب، إلا أنّ ذلك لا ينبغي أن يكون على حساب الوضوح أو تجربة المستخدم أو سرعة الموقع. لهذا تسير اتجاهات تطوير الويب في الآونة الأخيرة نحو التصاميم التبسيطية (minimalism).

الإكثار من الصور والفيديوهات والتزويق سيبطئ الموقع، وقد يربك الزائر، خصوصًا الذين يدخلون الموقع من هواتفهم. والمواقع التي تتبنّى أسلوب التصميم التبسيطي ستتمتّع بسرعة تحميل أكبر، وتستهلك قدرًا أقل من موارد الحاسوب أو الهاتف، وهذا سينعكس بالإيجاب على تجربة العملاء، والتي هي إحدى عوامل الترتيب لدى جوجل.

10. المواقع المتجاوبة ستصبح هي المعيار
في الوقت الحالي، أكثر من نصف المواقع مُصمّمة للتجاوب مع كافّة أحجام الشاشات. كما أنّ 63% من الزيارات إلى موقع جوجل تكون عبر الهواتف1. لذا لا جرم أنّ التصميم المتجاوب سيكون أحد اتجاهات تطوير الويب الأساسية في 2020 وما بعدها.

اتجاهات تطوير الويب

11. النظام الأوروبي العام لحماية البيانات (GDPR)
النظام الأوروبي العام لحماية البيانات (GDPR) هو نظام يهدف إلى حماية البيانات الشخصية للمستخدمين، وإعطائهم القدرة على التحكم فيها، وقد تمّ اعتماده عام 2016 وأصبح ساري المفعول سنة 2018. أصبح للنظام الأوروبي العام لحماية البيانات تأثير كبير على مطوّري الويب في جميع أنحاء العالم. فقد أصبح المعيارَ المعمول به في جميع الخدمات المستندة إلى الويب.

سيرسم هذا المعيار الكثير من ملامح اتجاهات تطوير الويب في 2020 وما بعدها، وعليك أن تأخذه بالحسبان مستقبلًا، سواء لتطوير مواقع تقدّم خدمات عبر الإنترنت، أو متاجر إلكترونية، أو أيّ تطبيقات ويب تخزّن البيانات الشخصية للمستخدمين.

12. الأمن السيبراني سيصبح أولوية
أصبح الأمن أحد الانشغالات الرئيسية لمستخدمي شبكة الإنترنت. يمكن أن تؤدي الهجمات السيبرانية، مثل عمليات رهن المعلومات، وسرقة البيانات الشخصية، وبرامج التطفل والتجسّس، وغيرها من البرامج الضارة إلى تشويه سمعة الموقع.

المواقع التي توفّر ضمانات الأمن لمستخدميها ستَنموا بشكل أسرع في عام 2020 وما بعده، لذا يجب أن يكون الأمن حاضرًا في كل مراحل تطوير المواقع، خصوصًا في المواقع التي تطلب أو تخزّن البيانات الشخصية لزوّارها، أو التي تنطوي على معاملات مالية، مثل المتاجر الإلكترونية.

لا يمكننا التنبؤّ بالمستقبل، فهذه التوقّعات مجرّد تكهّنات مبنية على المعطيات الحالية، ولا ندري ماذا يحمل لنا المستقبل. شيء واحد نحن متأكّدون منه، هو أنّ اتجاهات تطوير الويب في 2020 ستواصل التغيّر، وستظهر تقنيات جديدة، وستموت أخرى. إن كنت مطوّرًا، أو صاحب موقع، فمن المهمّ أن تتابع هذه الاتجاهات، لأنّها تحمل معها فرصًا كثيرة.

التعليقات مغلقة.